أبتسم لتكون جذاباً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
, إخواني وأخواتي أكتب لكم بعض الكلمات التي لعلها تنفعنا جميعًا ونسأل الله الإخلاص في جميع أقوالنا وأعمالنا. اللهم آمين.
قال تعالى:
"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين*" (الذاريات:55)
وقال تعالى:
"فذكر إن نفعتِ الذكرى*" (الأعلى: 9)
وقال أيضًا:
"وذكر إنما أنت مذكر*" (الغاشية: 21)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تبسمك في وجه أخيك صدقة)
رواه البخاري في صحيحه.
أنا أعلم بأن هذه الدنيا مليئة بالأشغال والمتاعب, فكلنا ننشغل ونتعب ونكد فيها, فقد قال تعالى:
"يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه*" (الانشقاق: 6)
لاحظوا إخواني الأحباء وأخواتي أن الله قال يا أيها الإنسان ولم يقل يا أيها المؤمن أو يا أيها المسلم إذ لا بد بمعرفة أنه حتى الكافر يكدح أي يتعب في هذه الدنيا وحتى الكافر سوف يلاقي نتيجة تعبه في الدنيا فالله لا يضيع تعبه فما بالكم بالمؤمن. لكن هذا الكبد أي التعب لا يمنعنا نحن كمسلمين من الابتسامة فهي صدقة كما بينها حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وهي صدقة مجانية. هل تعلمون إخواني الكرام وأخواتي الكريمات أن الأطباء والعلماء يقولون أنه عند الابتسامة يلزمنا تحريك ست عضلات في الوجه فقط, بينما عند العبوس والتكشير وتقطيب الوجه فإنه يلزمنا تحريك اثنتين وسبعين 72 عضلة في الوجه. يا للفرق.
فلماذا التكشير وعبوس الوجه وأنت في أكبر نعمة وهي الإسلام؟
لماذا التكشير وعبوس الوجه وأنت لن تخلد في نار جهنم إن شاء الله طالما تشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لماذا عبوس الوجه وأنت تعلم بأن عمرنا في الدنيا هو سعادتنا وراحة بالنا. فقد قال الشاعر:
خذ القناعة من دنياك وارض بها لو لم يكن لك إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن
لم تكشر وأنت تصلى لله خمس صلوات في اليوم وغيرك لا يصلي؟
لم تكشر وأنت تملك العينين وغيرك أعمى؟
لم تكشر وأنت تملك صحة جيدة وغيرك مريض؟
لم تكشر وأنت تملك السمع وغيرك أصم "أطرش"؟
لم تكشر وأنت تعبد الله وغيرك يعبد الصليب, أو البقر, أو الحجر, أو الشجر, أو الشيطان, أو الشمس, أو لا يعبد شيئًا؟
إخواني, ابتسموا ليس فقط للمسلمين بل حتى للكفار فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم في وجوه ملوك كسرى على الرغم من كفرهم وذلك بهدف دعوتهم إلى الإسلام, فرب ابتسامة شفافة برئية منك أخي الحبيب وأختي تدخل الكفار في الإسلام بإذن الله وتكون سببًا في ذلك, ويكون لك الأجر العظيم, فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لئن يهدي الله بك رجلًا خير لك من حمر النعم) وفي رواية أخرى (لئن يهدي الله بك رجلًا خير لك من الدنيا وما فيها) رواه الإمام البخاري في صحيحه.
فما كان صوابًا فمن الله وحده وما كان خطئًا فمن نفسي ومن الشيطان.
أسأل الله العظيم أن يجمعني بكم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله, وأن يجمعني بكم في جنة عرضها السماوات والأرض. اللهم آمين آمين آمين.
ابتسموا الآن من فضلكم وحركوا ست عضلات في الوجه فقط 0